السبت، 14 أبريل 2012

ثقافتنا بين الأصالة والضياع ! بقلم : محمد عبد الله القصير

لم تزل المقالات الصحافية من بعض الكتاب تنهمر علينا مشوهةً لصورة من كان لديهم رأيٌ آخر بشأن فعاليات " ربيع الثقافة " واصفةً لهم بالتشدد والرجعية والتخلف في حين أنه كان يسعهم ما يدعون إليه من تقبل الرأي والرأي الآخر !
من المهم هنا أن ننبه على أننا لا ننكر الثقافة ولا ننكر السمو بعقل وفكر الإنسان ولكننا ننكر أن يُتستَّر بغطاء الثقافة لتسويق قيم وأفكار وسلوكيات لا تمت للثقافة الحقَّة بصلة ، إننا ننكر أن تنحى ثقافتنا العربية والإسلامية الأصيلة ويؤتى إلينا بثقافات من الشرق والغرب وتقدم للمجتمع على أنها ثقافة ترتقي بالإنسان !
إن الثقافة التي ندعو إليها هي الثقافة التي جاءت شاملة لمناحي الحياة كلها في الحياة الدينية والاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية والسياسية ، أما أن نقصر الثقافة في جانب " الرقص والغناء والطرب " وكأننا لم نقرأ في أمر الثقافة إلا هذا الجانب فهذا أمر غير مقبول وحُقَّ لنا عند ذلك أن ننكر هذا الأمر ونرفضه ونطالب بالثقافة الحقيقية التي ترتقي بالإنسان .
إن الانفتاح على الثقافات الأخرى والاطلاع عليها والاستفادة منها لا غضاضة فيه ولا إنكار عليه إذا كان سيُعرض على ميزان الثقافة العربية والإسلامية قبل تقديمه للناس ؛ لئلا نقدم للناس ما من شأنه أن يقدح في معتقداتهم أو يثير الفتنة والخلاف بينهم أو يخدش من حيائهم أو يغير من أخلاقهم الحسنة أو سلوكياتهم النبيلة وبهذا نحافظ على هويتنا العربية والإسلامية التي تميزنا بها عن غيرنا وكنا بها خير الأمم .
العناية بالفن أمرٌ مهم وكلنا متفقون عليه ولكن عن أي فن نتحدث هنا لا شك أننا سنختلف فهناك طرف يرى الفن هو أن نقدم حفلات الرقص والغناء والموسيقى بأنواعها وهناك طرف آخر يرى كلمة الفن شاملة لعدة مجالات فهناك الفن المعماري وفن الرسم والتشكيل وهناك الفن الإسلامي الأصيل المتمثل في الأناشيد والمسرحيات والتمثيليات الهادفة المنضبطة بضوابط الشرع التي نقدم من خلالها هويتنا العربية والإسلامية ، فكل هذا تشمله كلمة الفن عند هذا الطرف ، وجديرٌ بالتنبيه هنا أن بعض الدول العربية والإسلامية وبعضها مجاور لنا لديها متحف للفنون الإسلامية بينما لم نُقم نحن فعالية واحدة للفن الإسلامي !
وزارة الثقافة في موقعها على الإنترنت ذكرت أن من مهامها أن تكون الثقافة بُعداً أساسياً في العملية التنموية الشاملة بكافة أوجهها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، وهذا كلامٌ جميل ولكن أين تطبيقه على أرض الواقع ؟!أنا أرجو من وزارة الثقافة عندنا بمملكة البحرين أن تُعيد نظرتها للثقافة ، فالثقافة مصطلح يدل على الرقي الفكري والأدبي والاجتماعي للأفراد والجماعات ، وهي عبارة عن نمط متكامل من المعرفة البشرية والسلوكيات التي تعتمد على القدرة على التفكير الرمزي والتعلم الاجتماعي وباختصار هي نظريةٌ في السلوك ترسم طريق الحياةِ إجمالاً .
جريدة الوطن البحرينية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق