الثلاثاء، 31 مايو 2011

أم منيرة : الأوقاف السنية .. تمحق الذرية


قام جدنا رحمه الله بعمل وقف ذري لاعتقاده انه بحبسه للعقار بصيغة «الوقف»، حتى أن يرث الله الأرض وما عليها، سوف يؤمن لذريته سكنا مناسبا أو ريعاً وفيراً ليعيشوا منه حياة كريمة عفيفة مدى العمر، وبغض النظر عن ما إذا كان الوقف يخالف أحكام الشريعة الإسلامية وأن الله اعطى كل ذي حق حقه، أو انها عادة متوارثة من الصحابة يشهد لها التاريخ وبإجماع الأئمة، أو إن كان الوقف تم إلغاؤه في بعض الدول الإسلامية نظرا للمشكلات الكبرى التي سببها الوقف، إلا أن الوقف قائم لم يتم إلغاؤه في مملكتنا الحبيبة البحرين.
والذي لا يعلمه مورثنا، رحمه الله، بأن العقار الذي حبسه لنا تحت صيغة «الوقف» لعدم ضياعه تحول من إدارة أموال القاصرين بحكم محكمة دون الرجوع إلى بقية الورثة ليكون تحت إشراف إدارة الأوقاف السنية وأصبح العدد الهائل من الذرية جامعيين، منهم الأطباء والمدراء ورجال الأعمال، محجوبون من إدارة «حتة عقار»، وبهذا فقد انقلب السحر الذي أعده مورثنا على الساحر وأصبحت «المنفعة ... مضارة». 
فمنذ أكثر من سنتين وريع العقار الوقف محجوز لدى إدارة الأوقاف السنية يتأرجح تارة بين المحاكم الشرعية وتارة بين إدارة أموال القاصرين التي كانت صاحبة الولاية، لحين الانتهاء من الفريضة الشرعية لمستحقي العقار سالف الذكر ومن دراسة وضع العقار، وما يزيد من مرارة السخرية في هذا المقام هو أن عددا من الورثه يترددون بشكل دوري على الإدارة «حتى سال لعابهم» وتم اذلالهم واصبحوا يتوسلون للمسؤولين للقيام بتوزيع الريع على الورثه من الذرية دون مجيب. 
مدير يعيش في حصن حصين يصعب الوصول إليه عبر الهاتف، موظفون في زيارات ميدانية أو في الصلاه الجماعية أو في البيت لأن الدوام قد انتهى، وما على المستحقين أصحاب الميراث الموقف إلا الصبر حتى اليوم التالي هذا ان لم تكن هناك إجازات اسبوعية أو رسمية، ويصبح التنفيذ في حالة «وقف» أيضاً ..
وبما أن جميع العقارات الوقف في البحرين تتجه نحو إدارة الأقاف السنية، كالوادي الذي يصب فيه مياه الشلالات، و أن العقار سالف الذكر “ذري” وليس «خيري»، وهذا يعني ذهاب ريعه للذرية وليس للأوقاف، وبما أن إدارة الأوقاف هي الجهة القائمة على إدارة العقار الوقف وعلى تطبيق الشريعة الإسلامية لذا نأمل من القائمين عليها المبادرة في تطبيق نظام الجودة لخدمة المواطن وإطلاع أصحاب الشأن على مجرى الأمور والتشاور وفتح الحوار والتسريع في العمليات والتي تعد بمثابة الأداء لتنفيذ رؤية المملكة الاقتصادية 2030 حيث إن أكثر من سنتين أكثر من كافية لتقييم العقار ومعرفه ريعه. 
كما نأمل من الإدارة التقليل من عملية الغياب الجماعي بين منتسبي الإدارة، بسبب أو بآخر، فالإسلام قد رفع من شأن العمل حيث جعله بمنزلة العبادة التي يتعبد بها المسلم ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى، بل بلغ من إجلال الإسلام للعمل ما جاء في الأثر «إن من الذنوب لايكفرها إلا السعي في طلب المعيشة» ابن عساكر عن أبي هريرة.
أم منيرة : صحيفة الأيام العدد 7981 الثلاثاء 15 فبراير 2011 م الموافق 12 ربيع الأول 1432

الاثنين، 30 مايو 2011

هل تقوم إدارة الأوقاف السنية بالاهتمام بالمساجد ؟ محمد عبد الله القصير

لم أتوقع يوماً من الأيام  عندما أصلي في أكثر من مسجد في مملكة البحرين أن أرى مثل هذه الصورة المتكررة والتي بدأت تتزايد يوماً بعد يوم هذا إن لم تكن ظاهرة في عموم مساجدنا في البحرين ، هذه الصورة هي صورة مساجدنا التي بدأ إهمالها يتزايد يوماً بعد يوم للأسف الشديد .
ولكم تساءلت في نفسي أليس الدولة قد أولت المساجد عناية خاصة بإنشائها لإدارة خاصة تُعنى بشؤون المساجد وهي إدارة الأوقاف ؟ إذاً فلماذا هذا الإهمال الواضح والبيِّن لكل مرتادٍ لهذه المساجد ؟
إنني أتساءل دائماً في نفسي عندما أرى إنارة المسجد الباهتة سجادته البالية و مكبرات صوته التي تكاد أن تُجعل في المتاحف من مرور الزمن عليها هذا بالإضافة إلى البلية البلياء وهي دورات المياه التي تحتاج إلى صيانة بشكلٍ دوري  بل لربما يحتاج بعضها إلى تبديلٍ كاملٍ لها أقول حينما أرى كل ذلك أتساءل لمَ هذا الإهمال للمساجد هل هو لتنفير الناس عن بيوت الله تعالى ؟ أم أن الإدارة لا تستطيع تحمل هذه المسؤولية الملقاة عليها من قبل الدولة ؟ أم أن التقصير هو من قبل الموظفين بالإدارة ؟ أم أن آلية صيانة المساجد تحتاج إلى إعادة نظر ؟ أم أن الدعم المالي من قبل الدولة للمساجد لا يمكن من خلاله الاهتمام بالمساجد بالشكل المطلوب ؟ لم أعرف إلى الآن سبب هذا الإهمال ؟
 لا أحد يرضى أن يترك بيت من بيوت الله هكذا بدون أي عناية  أو اهتمام , وهذا الأمر قد استاء  منه المصلون وأخذ بعضهم يقترح أن ترفع الإدارة يدها عن المساجد وتدع الإمام وأهل المسجد هم الذين يديرون المسجد ويعملون له كل ما يحتاجه من صيانة !
ختاماً الكل يعرف فضل العناية بالمسجد وقد أخذت الدولة على عاتقها هذا الأمر ولكن ما نراه من سوء إدارة لهذه المساجد يجعلنا جميعاً نقف وقفة تأملٍ مع هذه الإدارة لندعو بها وزارة الشؤون الإسلامية وهي الجهة المسؤولة عن هذه الإدارة النظر في هذه المشكلة التي أصبحت تتفاقم يوماً بعد يوم .