الجمعة، 27 أبريل 2012

الثقافة التي نريد بقلم : أ.حبيب النامليتي

لا ننكر الثقافة ولا نحاربها ولا نقف ضدها فنحن أمة ليست ظلامية كما يشيع البعض، بل أمة تحب المعرفة وتدعو إلى العلم وتدفع بكل الوسائل التي تنقل المجتمع من التفكير في دوائر ضيقة إلى آفاق واسعة، تنقلهم من ضحالة الجهل إلى أعماق المعرفة، أمة الهدى والنور وانشراح الصدور.
لكل أمة ثقافتها التي تَنشدها وتهدف لتربية أبنائها عليها، وترغب في الوصول إليها؛ لذلك كانت الثقافة في ديننا وقيمنا الاجتماعية مختلفة ومتمايزة عن غيرها من ثقافات الأمم الأخرى، فثقافة المسلم هي التي تُعَرِّفه على منهاج الإسلام الشمولي لضبط جميع تحركات الحياة، تُعَرفه على تاريخ مشرق وحضارة متجذرة، ولغة بديعة، وقيم إنسانية راقية.
فما الثقافة التي نريد؟! نريد الثقافة التي تحدد معالم الشخصية في المجتمع، الشخصية التي تقوم على الاتزان والإيجابية والكرامة والعزة، الشخصية الطموحة ذات الهمة العالية التي تسعى إلى معالي الأمور ولا تلتفت إلى سِفْسَافها، تسعى إلى التغير نحو الأفضل وإلى تعمير هذه الأرض.
الثقافة التي تعزز العلاقة بين الماضي والحاضر، فتعتز بماضيها وتستلهم منه القوة لبناء المستقبل، وتستفيد من كل جديد لا يتعارض مع قيمها ومبادئها، نحتاج إلى ثقافة العلم والمعرفة حتى تخرج مجتمعاتنا من التبعية إلى التفرد والاستقلالية، الثقافة التي تبرز المبدعين في شتى المجالات العلمية الحديثة كالطب والهندسة والفلك والتكنولوجيا ووسائل الاتصالات المعاصرة.
نريد ثقافة قبول الرأي الآخر ثقافة الحوار، وعدم الاستبداد بالرأي أو الانفراد بالقرار، ثقافة تحرر العقل وانضباطه بالشرع وبعده عن التبعية للآخرين، نريد ثقافة الإدارة المنظمة التي تقوم على استراتيجيات بعيدة وتحقق أهدافاً عديدة، ثقافة حسن الظن بالآخرين، ثقافة حسن الجوار، والتعامل بين الزوجين، وتربية الأبناء.
إن البحرين تهيأت على مدى قرون لتكون مركزاً للثقافة ومنطلقاً لها، ساهم في ذلك عوامل عِدة منها الموقع الجغرافي، والعمق الحضاري التاريخي المتمثل في الشريعة الإسلامية والأعراف العربية، ويضاف إليها طبيعة الشعب البحريني في العمل الدؤوب والخلاق، وقدرته للتفاعل والاستفادة والتعاطي الإيجابي مع ثقافات الآخرين.
وقد شهدت البحرين بوادر ثقافية متقدمة وحظيت بأنشطة دينية وأدبية برز فيها أعلام، كان لهم اتصال بمحاضن العلم والثقافة في الشام ومصر، وكانت زياراتهم العلمية متبادلة، وكانت المجلات الثقافية تصل إلينا منذ عقود من الزمن وقد تفاعل معها المثقفون بالكتابة والتعليق.
وها نحن اليوم نشهد صوراً لإحياء هذه الثقافة، إذن ما الذي يُنكر في الثقافة؟! نحن نريد الثقافة لكننا نريدها بصبغتنا الخاصة، لا نريدها مستوردة، لا نريد أن تنقل ما يسمى بالثقافة عند غيرنا وتنزل على واقعنا دون مراعاة حرمة دين أو قيم أو حتى احترام للآخرين، نريد الثقافة التي تبني ولا تهدم تعمر ولا تدّمر.
المصدر : جريدة الوطن

الأربعاء، 25 أبريل 2012

العلماء وطلبة العلم بمملكة البحرين يصدرون بياناً في إنكار ما يخالف الشريعة الإسلامية من فعاليات ربيع الثقافة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فمن منطلق الميثاق الذي أخذه الله تبارك وتعالى على أهل العلم في بيان الحق وعدم كتمانه في قوله جل وعلا : { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ } وقياماً بالواجب الشرعي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإننا الموقعون أدناه ندين ونستنكر أشد الاستنكار ما يخالف الشريعة الإسلامية من فعاليات تُقام باسم " ربيع الثقافة " بمملكة البحرين وفي حقيقتها ما هي إلا دعوةٌ للتنكر لثقافتنا الإسلامية الأصيلة ومحاربة لعاداتنا وتقاليدنا العربية .
وحفاظاً على ديننا الإسلامي الذي جاء الإسلام بجعله مقصداً من مقاصد الشريعة الإسلامية ووكل لولي الأمر حمايته والدفاع عنه وجعله أول وظيفة له فإننا ندعو جميع القائمين على أمر هذه البلاد إلى وقف كل الفعاليات التي تدعو للانحلال الأخلاقي باسم الثقافة وغيرها .
كما يؤسفنا أن من بين رعاة هذه الفعاليات المخالفة للشريعة الإسلامية بعض المؤسسات المالية الإسلامية ، ومن هنا فإننا ندعو هذه المؤسسات إلى سحب رعايتها لهذه الفعاليات المخالفة للشرع .
وإننا لنحيي كل من وقف في وجه هذه الفعاليات التي تخالف الشريعة الإسلامية وتحارب عاداتنا وتقاليدنا العربية ، وقام بواجبه في إنكار هذا المنكر العظيم ؛ وذلك لعلمه بأنه لا يمكن أن يتحقق أمن هذه البلاد وهذه المنكرات تقام جهاراً نهاراً قال تعالى : { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُم الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } وقال عليه الصلاة والسلام : ( كل أمتي معافى إلا المجاهرون ) .
وختاماً فإننا ندعو كل من دعم هذه الفعاليات سواء بقوله أو فعله أو ماله أو نفوذه أن يتقي الله تبارك وتعالى ويراجع نفسه ويُعلن توبته ؛ وذلك أنه سيسأل يوم القيامة عن موقفه هذا ولن ينفعه عندئذٍ جاهه ولا ماله ولا منصبه { إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِى الرَّحْمَنِ عَبْداً ، لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً ، وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً } .
هذا ما لزم بيانه ، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وولاة أمورنا لما يحبه سبحانه ويرضاه ، وأن يرينا جميعاً الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
الموقعون على البيان :
1.    القاضي سماحة الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف آل سعد
2.    فضيلة الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن محمود آل محمود
3.    فضيلة الشيخ العلامة نظام بن محمد بن صالح اليعقوبي
4.    فضيلة الشيخ العلامة مصطفى بن نور الواعظ
5.    القاضي فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن محمد بن خليفة الفاضل
6.    القاضي فضيلة الشيخ راشد بن حسن البوعينين
7.    القاضي فضيلة الشيخ الدكتور ياسر بن عبد الرحمن المحميد
8.    القاضي فضيلة الشيخ إبراهيم بن راشد المريخي
9.    القاضي فضيلة الشيخ الدكتور فيصل بن عبد الله الغرير
10. القاضي فضيلة الشيخ عبد الله بن عدنان القطان
11. القاضي فضيلة الشيخ حمد الفضل الدوسري
12. القاضي الشيخ جلال بن يوسف الشرقي
13. القاضي فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن ضرار الشاعر
14. القاضي فضيلة الشيخ عبد الإله بن أحمد المرزوقي
15. القاضي فضيلة الشيخ وليد بن عبد المنعم آل محمود
16. القاضي فضيلة الشيخ عبد الله بن حسين المالكي
17. فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن محمود آل محمود
18. فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن خليفة السعد
19. فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد الحاي
20. فضيلة الشيخ الدكتور عادل بن حسن الحمد
21. فضيلة الشيخ الدكتور ناجي بن راشد العربي
22. فضيلة الشيخ الدكتور باسم بن أحمد بن عامر
23. فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن يعقوب العطاوي
24. فضيلة الشيخ عادل بن عبد الرحمن المعاودة
25. فضيلة الشيخ محمد بن سالم بوقيس
26. فضيلة الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن الخدري
27. فضيلة الشيخ إبراهيم بن عبد الله الحدي
28. فضيلة الشيخ إبراهيم بن محمد الحادي
29. فضيلة الشيخ أحمد بن إبراهيم صويلح
30. فضيلة الشيخ أحمد بن عادل العازمي
31. فضيلة الشيخ أحمد بن عبد الرحمن العسيري
32. فضيلة الشيخ بدر بن علي السورتي
33. فضيلة الشيخ جمعان بن جاسم الرويعي
34. فضيلة الشيخ حسن قاري الحسيني
35. فضيلة الشيخ حمدان بن خالد بن حسين
36. فضيلة الشيخ خالد بن عبد الرحمن الشنو
37. فضيلة الشيخ سلمان بن دعيج بن حمد
38. فضيلة الشيخ صالح بن عبد الكريم آل غالب
39. فضيلة الشيخ طه بن حسن القلداري
40. فضيلة الشيخ عبد الباسط بن صالح الدوسري
41. فضيلة الشيخ عبد الله الحسيني
42. فضيلة الشيخ عبد الله الحمادي
43. فضيلة الشيخ عبد الله بن سالم المناعي
44. فضيلة الشيخ عفان بن حسان الزيادي
45. فضيلة الشيخ علي بن خليفة الزياني
46. فضيلة الشيخ عمر بن زكريا الكواري
47. فضيلة الشيخ مبارك بن حمد المضحي
48. فضيلة الشيخ مبارك بن عبد الله الكبيسي
49. فضيلة الشيخ محمد بن أحمد المعلا
50. فضيلة الشيخ محمد بن جمعة المالكي
51. فضيلة الشيخ محمد بن حمزة فلامرزي
52. فضيلة الشيخ محمد بن خالد بن إبراهيم
53. فضيلة الشيخ محمد رفيق الحسيني
54. فضيلة الشيخ محمود بن أحمد النعيمي
55. فضيلة الشيخ محمود بن حافظ بوكمال
56. فضيلة الشيخ نبيل بن خليل بن علي بن صالح
57. فضيلة الشيخ نبيل بن محمد بن صالح
58. فضيلة الشيخ نواف بن هاشم عجاج
59. فضيلة الشيخ وضاح بن علي العبسي
60. فضيلة الشيخ يوسف بن عبد الرحمن فقيه
61. فضيلة الشيخ يوسف بن محمد البوسميط
62. فضيلة الشيخ يوسف بن محمد الريس

أكثر من ( 60 ) عالماً وطالب علم يصدرون بياناً في إنكار ما يخالف الشريعة الإسلامية من فعاليات ربيع الثقافة

السبت، 14 أبريل 2012

ثقافتنا بين الأصالة والضياع ! بقلم : محمد عبد الله القصير

لم تزل المقالات الصحافية من بعض الكتاب تنهمر علينا مشوهةً لصورة من كان لديهم رأيٌ آخر بشأن فعاليات " ربيع الثقافة " واصفةً لهم بالتشدد والرجعية والتخلف في حين أنه كان يسعهم ما يدعون إليه من تقبل الرأي والرأي الآخر !
من المهم هنا أن ننبه على أننا لا ننكر الثقافة ولا ننكر السمو بعقل وفكر الإنسان ولكننا ننكر أن يُتستَّر بغطاء الثقافة لتسويق قيم وأفكار وسلوكيات لا تمت للثقافة الحقَّة بصلة ، إننا ننكر أن تنحى ثقافتنا العربية والإسلامية الأصيلة ويؤتى إلينا بثقافات من الشرق والغرب وتقدم للمجتمع على أنها ثقافة ترتقي بالإنسان !
إن الثقافة التي ندعو إليها هي الثقافة التي جاءت شاملة لمناحي الحياة كلها في الحياة الدينية والاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية والسياسية ، أما أن نقصر الثقافة في جانب " الرقص والغناء والطرب " وكأننا لم نقرأ في أمر الثقافة إلا هذا الجانب فهذا أمر غير مقبول وحُقَّ لنا عند ذلك أن ننكر هذا الأمر ونرفضه ونطالب بالثقافة الحقيقية التي ترتقي بالإنسان .
إن الانفتاح على الثقافات الأخرى والاطلاع عليها والاستفادة منها لا غضاضة فيه ولا إنكار عليه إذا كان سيُعرض على ميزان الثقافة العربية والإسلامية قبل تقديمه للناس ؛ لئلا نقدم للناس ما من شأنه أن يقدح في معتقداتهم أو يثير الفتنة والخلاف بينهم أو يخدش من حيائهم أو يغير من أخلاقهم الحسنة أو سلوكياتهم النبيلة وبهذا نحافظ على هويتنا العربية والإسلامية التي تميزنا بها عن غيرنا وكنا بها خير الأمم .
العناية بالفن أمرٌ مهم وكلنا متفقون عليه ولكن عن أي فن نتحدث هنا لا شك أننا سنختلف فهناك طرف يرى الفن هو أن نقدم حفلات الرقص والغناء والموسيقى بأنواعها وهناك طرف آخر يرى كلمة الفن شاملة لعدة مجالات فهناك الفن المعماري وفن الرسم والتشكيل وهناك الفن الإسلامي الأصيل المتمثل في الأناشيد والمسرحيات والتمثيليات الهادفة المنضبطة بضوابط الشرع التي نقدم من خلالها هويتنا العربية والإسلامية ، فكل هذا تشمله كلمة الفن عند هذا الطرف ، وجديرٌ بالتنبيه هنا أن بعض الدول العربية والإسلامية وبعضها مجاور لنا لديها متحف للفنون الإسلامية بينما لم نُقم نحن فعالية واحدة للفن الإسلامي !
وزارة الثقافة في موقعها على الإنترنت ذكرت أن من مهامها أن تكون الثقافة بُعداً أساسياً في العملية التنموية الشاملة بكافة أوجهها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، وهذا كلامٌ جميل ولكن أين تطبيقه على أرض الواقع ؟!أنا أرجو من وزارة الثقافة عندنا بمملكة البحرين أن تُعيد نظرتها للثقافة ، فالثقافة مصطلح يدل على الرقي الفكري والأدبي والاجتماعي للأفراد والجماعات ، وهي عبارة عن نمط متكامل من المعرفة البشرية والسلوكيات التي تعتمد على القدرة على التفكير الرمزي والتعلم الاجتماعي وباختصار هي نظريةٌ في السلوك ترسم طريق الحياةِ إجمالاً .
جريدة الوطن البحرينية

الخميس، 12 أبريل 2012

هل إسقاط استجواب سعادة الوزيرة كان على وفق القانون ؟ بقلم : راشد أحمد الرشيد

إن أعضاء السلطة التشريعية في النظام السياسي البحريني لهم الاستقلالية التامة أثناء ممارسة سلطاتهم التشريعية والنيابية ، وتعتبر المجالس التشريعية صاحبة السلطة القانونية ، و لا يستطيع أي مكون سياسي من مكونات نظام الحكم التدخل في اختصاصات أعضاء السلطة التشريعية .
ويستند النظام السياسي البحريني على مبدأ فصل السلطـات التشريعيـة والتنفيذية والقضائيـة مع تعاونـها ، ولا يجـوز لأيٍ من السلطات الثلاث ( التشريعية و التنفيذية و القضائية ) التنازل لغيرها في اختصاصاتـها المنصوص عليها في الدستور .
وإن من يتأمل في الآونة الأخيرة يجد أن العلاقة الدستورية ما بين السلطة التنفيذية و التشريعية تعمل تحت مظلة الطغيان والاستبداد السياسي ويظهر ذلك جلياً حينما تقوم السلطة التنفيذية بإيقاف وتجميد عمل إحدى الأدوات الدستورية والرقابية التي يمتلكها مجلس النواب وهي الاستجواب ، وهذا مما تم عمله في قضية " إسقاط استجواب وزيرة الثقافة " .
بالأمس قد قرر بعض " المتنفعين " من أعضاء السلطة التشريعية عدم الموافقة بأغلبية الأصوات على طلب استجواب وزيرة الثقافة ! و بررت تلك الثلة أسباب هذا السلوك السياسي بحجة إكرام صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر !
ولئن قبل السادة النواب الرافضين للاستجواب الإهانة الموجهة إليهم من قبل سعادة الوزيرة فإننا لا نقبل أبداً بإهانة الشعب ووصفه بالأوصاف اللاذعة بل والإصرار على هذه الأوصاف في المقابلة التي أجريت مع سعادة الوزيرة بعد إسقاط الاستجواب بجريدة الأيام وإعلانها " الانتصار " وتماديها أكثر على الشعب - بسبب أمنها من المحاسبة - وزعمها بأن المخالفين لفعاليات " ربيع الثقافة " قد تلقوا الأموال في مقابل إنكارهم لهذه الفعاليات !
إن ما يهمنا ها هنا اليوم هو مدى دستورية وقانونية إسقاط رئيس مجلس النواب وشركاء السلطة التنفيذية بالمجلس للاستجواب ، فهل ما تم كان على وفق الدستور والقانون واللائحة الموجودة بالمجلس أم لا ؟
يؤسفني أن أقول بأن إسقاط الاستجواب لم يكن على وفق اللائحة المعمول بها بمجلس النواب ؛ إذ قد خالفوا المواد ( 144 و 146 و 147 و 151 ) من اللائحة الداخلية للمجلس والتي تنص على أنه يجوز بناء على طلب موقع من خمسة أعضاء على الأقل أن يوجه إلى أيٍ من الوزراء استجوابات عن الأمور الداخلة فى اختصاصاته ويُدرج الاستجواب في جدول أعمال المجلس في أول جلسة تالية لتقديمه وذلك لإحالته إلى اللجنة المختصة لمناقشته وتقديم تقرير للمجلس بشأنه ، كما للاستجوابات الأسبقية على سائر المواد المدرجة فى أعمال اللجنة ، ويسقط الاستجواب بزوال صفة من وجِّه إليه أو انتهاء عضوية أحد مقدميه لأي سبب من الأسباب إذا ترتب على ذلك نقص عدد المستجوبين عن خمسة أو بانتهاء الدور الذي قدم خلاله .
وبهذا يتبين لنا بما لا شك فيه بأن إسقاط الاستجواب أمرٌ غير دستوري ولا قانوني وأنه مخالفٌ للائحة الداخلية لمجلس النواب وأن إسقاطه إنما هو " أمرٌ دُبِّر بليل " وعلى الدستور والمجلس وأعضاءه بل وعلى الشعب مني السلام .

الاثنين، 9 أبريل 2012

قصيدة : ( أهلُ المحرق يختارون ربيعهم ) للشاعر محمد المقلة

شتّان بين رَبيعِ الّدينِ واللّعبِ ... شتـان بين كـلامِ اللهِ والطَّـربِ

فبالمحرّق -بعد الله- قد ظهَرَت ... معادنُ الناسِ حقاً بلْ وعن كَثَبِ

وسْط المحرّق إذ جاءوا قد افترقوا ... قسميـنِ، كـلٌ لـه إرْبٌ من الأربِ

قـسمٌ تـوجّ
ـهَ للألـحـانِ يدفـعُـهُ ... هوى النّفوسِ وباسمِ الفنِّ والأدَبِ

أما الرّجـالُ فلـلإيـمان وجهَتُهم ... ما غُرِّروا بهوىً أو جهلٍ او رِيَبِ

عصَوا هواهمْ ولبّوا دعوةً رُفِعت ... أعني الأذانَ، برغم الجَهدِ والتّعَبِ

لبّوا بصدقٍ نداءَ الحقِّ، واجتمعوا ... للخـيـرِ والعلـمِ والإرشادِ والخُطَبِ

هذا الربيعُ الذي قد فُتَّحَت معَهُ ... أزهارُ روحِ الوَرى من كلِّ ما حَدَبِ

هذا الرّبيعُ الذي قد أَشرقت معهُ ... شمسُ القلوبِ وحينَ الليلِ لم تَغِبِ

أما ربيعُ السَّخافاتِ -التي جَلبَتْ ... لنا الفسادَ- فغطّى النورَ بالحُجُبِ

أمسى خريفاً، وطُرْقُ القلبِ مظلـِمَةٌ ... والشعبُ مقتهـرٌ لـكـن بـلا صَـخَـبِ

أيـنَ الفوائـدُ أو أيـنَ العوائـدُ أوْ ... أيـن المنافـعُ؟ قلْ أو أيَّ مُكتَـسَبِ

فسـقٌ، سـفـورٌ، وألحـانٌ يـزيّـنُها ... رقصُ الشياطينِ من عُجْمٍ ومن عرَبِ

(مـيٌّ) تــريـدُ ثـقـافـاتِ الغِـناءِ فما ... تـلكم ثـقافَتـنا يـا (مـيُّ) فاحتجبي

عنّـا، ولا تفتحي للشـرِّ نـافـذةً ... منها الرّيـاحُ ستُغري النّارَ بالحطَبِ

لا تستفزّي جموعَ الحقِّ وارتحـلي ... فالوقـتُ ليـس بوقـتِ العَنْـدِ والكَـذِبِ

هل صاحِبُ الدينِ الأخلاقِ مرتزقٌ ... أم من جلبتِ من الأوباشِ والغُرُبِ ؟!

أهلُ المحرّق طولَ الدّهرِ هُم جبلٌ ... عالِ المقامِ، كرامُ الطبعِ والحَسَبِ

إن كنتِ غافلةً عن صدقِ نَخوتِهِم ... فـقلّبـي صفحةَ التاريخِ والكُتِـبِ

نحنُ الرّجالُ وأبناءُ الرّجال وما ... أضَـرَّ قـافـلـةً نـحيـبُ منـتَـحِـبِ

فالله يحفظنا من كيدِكُنَّ ومنْ ... شرّ الشُّرورِ ومِنْ تغريبِ مغترِبِ

الأحد، 8 أبريل 2012

من هم " المرتزقة " يا سعادة الوزيرة ؟! بقلم : راشد أحمد الرشيد

أعضاء السلطة التشريعية بمملكة البحرين يمثلون الأمة و الشعب بأكملهم فهم ليسوا كأعضاء السلطة التشريعية في الديمقراطيات القديمة عندما كان العضو النيابي يمثل الإرادة السياسية  لدائرته الانتخابية فقط و لا يرعى إلا مصالح تلك الدائرة ، فالأنظمة السياسية الحديثة بعد الثورة الفرنسية وضعت القواعد الأساسية لبناء نظام ديمقراطي يكون العضو فيه يمثل الأمة بأكملها و ليس حزب معين أو دائرة انتخابية معينة ، وقد أخذت مملكة البحرين بتطبيق ذات النهج الحديث في إرساء القواعد الأساسية للنظام النيابي التمثيلي .
ويتولى كل وزير في الحكومة البحرينية الإشراف على شؤون وزارته ويقوم بتنفيذ السياسة العامة للحكومة ويُشرف على تنفيذها ، و كل وزير وفقاً للدستور البحريني مسؤول لدى مجلس النواب عن أعمال وزارته ، ومهمٌ هنا أن نعلم بأن النظام البرلماني البحريني قد أخذ طابع المسؤولية الفردية للوزراء ولم يأخذ شكل المسؤولية الجماعية للحكومة وهذا مما جاء النص عليه في الدستور .
يأتي أهمية هذا الكلام بعد الحادثة الغريبة التي وقعت بمجلس النواب والتلاسن غير المسبوق في تاريخ المجلس بين وزيرة الثقافة وأعضاء مجلس النواب حيث استخدمت وزيرة الثقافة ألفاظ نابية بحق الشعب ووصفتهم " بالمرتزقة " ولم يسلم أعضاء السلطة التشريعية من لسانها فقد وصفتهم " بعدم الرجولة " فقط لأنهم خالفوها الرأي وكان من الأجدى لسعادة الوزيرة أن تتقبل الرأي والرأي الآخر لا أن تقوم بإهانة مخالفيها بألفاظ لا ترتقي أن تكون بقاموس من يرأس المؤسسة المعنية بالثقافة !
إن اللائحة الداخلية لمجلس النواب البحريني في المادة ( 63 ) تنص بأن على المتكلم التعبير عن رأيه ووجهة نظره ، مع المحافظة على كرامة وهيبة المؤسسات الدستورية بالدولة وكرامة المجلس ورئيسه وأعضائه ، كما يجب على المتكلم ألا يكرر أقواله ولا أقوال غيره ، ولا يجوز له أن يخرج عن الموضوع المطروح للبحث ، ولا أن يأتي بصفة عامة بأمر يُخل بالنظام والوقار الواجبين للجلسة .
وبناءً على ذلك فإن وزيرة الثقافة بإهانتها للشعب وأعضاء السلطة التشريعية وطعنها بمؤسسة دستورية قد خالفت ما نصت عليه اللائحة وبالتالي فإنه يجب محاسبتها من ناحيتين : الأولى سياسياً : عن طريق استخدام الأدوات الدستورية البرلمانية كالاستجواب وطرح الثقة ، والثانية قانونياً : برفع دعوى قضائية عليها في المحكمة الدستورية وأخرى في المحكمة المدنية .
ويبقى السؤال هل يمكن أن تتم هذه المحاسبة ؟ بوجهة نظري أنه من الصعب أن يتم محاسبتها بسبب الدعم اللامحدود الذي تتلقاه سعادة الوزيرة من قبل بعض أصحاب النفوذ في السلطة  وفئة قليلة تسيطر على الإعلام بالداخل تحاول تبرير إهانة الوزيرة للشعب وممثليه وتقوم بالطعن ليل نهار بمخالفي سعادة الوزيرة في الرأي وتصفهم بالتشدد والتخلف والرجعية وتزعم بأنهم أعداء للثقافة كما لا ننسى أيضاً الدعم الخارجي الذي تتلقاه سعادة الوزيرة وبالأخص من الولايات المتحدة الأمريكية حيث أنها تنفذ ما تطمح إليه أمريكا من أهداف بالمجتمع البحريني دون أي جهد منها ويكفي تدليلاً على ذلك إشادة السفير الأمريكي لسعادة الوزيرة بنهجها المتميز في النهوض بالثقافة - المزعومة - بمملكة البحرين !
ولئن أراد الشعب فعلاً إسقاط سعادة الوزيرة لإهانتها له ووصفها له بالأوصاف اللاذعة فإن عليه ألا يعتمد على النواب في إسقاطها - وذلك لأسباب ليس هذا مجال ذكرها - وإنما فليستعن بالله تعالى أولاً ومن ثم ليقم هو بالمطالبة بإسقاطها باعتصامٍ يقوم به عند مجلس الوزراء فإن لم ينفع هذا فليقف عند قصر الصافرية وليطرح قضيته إعلامياً وبالأخص على الإعلام الغربي وأكاد أجزم أنه إن تم ذلك فإنه لن تبقى هذه الوزيرة في منصبها ... هذا إن أراد الشعب أن ينتصر لكرامته التي أهينت .