الأربعاء، 17 أغسطس 2011

مكبرات الصوت.. يكفينا تمييزاً وإحباطاً / جمال زويد


أقترح من الآن فصاعداً أن أي قانون أو قرار لا تستطيع مؤسسات الدولة تطبيقه على الجميع أن تبادر بإلغائه وألا تتطرق إليه في بياناتها أو تعميماتها أو أن يُصار إلى تعديله والنص فيه صراحة بشكل واضح بأنه يختص بفئة دون أخرى . فذلك أدعى للعدالة والمساواة وعدم التفرقة وأكثر منعاً لأن يردد المواطنون عبارتهم المكررة والمؤلمة والمحبطة " أبوي مايقدر إلاّ على أمي " خاصة إذا تعلقت تلك القوانين بالمؤسسة الدينية من مساجد وجوامع ومآتم .
ولذلك فإنه لا وجاهة للبيان الصادر من الأوقاف السنية – مع كامل الاحترام والتقدير لهم – بشأن قانون منع استخدام مكبرات الصوت ، وذلك لسببين : أولهما : أن هذا القانون الذي صدر قبل أكثر من إحدى عشر سنة ، وبالضبط في السابع والعشرين من شهر فبراير 1999م تحت مسمى مرسوم بقانون رقم (11) لسنة 1999 بتنظيم تركيب واستعمال مكبرات الصوت ، ويتكون من عشر مواد حيث حظرت مادته الأولى تركيب أو استعمال مكبرات الصوت في الأماكن العامة أو الخاصة أو وسائل المواصلات بصفة مؤقتة أو دائمة ، إلا بناءً على تصريح سابق من مدير منطقة الأمن المختصة ، يحدد فيه المكان والوقت والغرض المسموح فيه بتركيب واستعمال مكبرات الصوت. فيما نظمت مادته الثانية شروط منح التصريح في تركيب أو استعمال مكبرات الصوت بينما قصرت المادة الثالثة استعمال مكبرات الصوت في دور العبادة على الأذان وإقامة الصلاة فقط ؛ هذا القانون عجزت – للأسف الشديد – مؤسسات الدولة عن تطبيقه على الجميع أو أنه قد دخل حالة موت سريرية أو صارت مواده في حكم المسكوت عنها خاصة بالنسبة للمآتم والحسينيات عند الطائفة الشيعية الذين يمكن أن تشتغل مكبرات الصوت عندهم خارج نطاق المآتم والمساجد لساعات وساعات بينما مساجد أهل السّنة والجماعة ، في غالبها لاتسمع من ميكرفوناتها قراءة القرآن الكريم خارج نطاقها إلاّ في صلاة التراويح ، في شهر رمضان المبارك حيث تتعبّق أجواء هذا الشهر الفضيل ، وبالذات في لياليه المباركة بخير الكلام وأجود التلاوات الجميلة ، تتشنّف لأجلها الآذان وتهبّ منها نفحات ونسمات الإيمان ، وتميّز شهر الله عن بقية أشهر السنة ، وهي لاتستغرق سوى ساعة زمان من الليل فقط ، من الثامنة حتى التاسعة مساء تقريباً ، نتألم بالفعل حينما يأتينا من يريد إعادة الحياة لهذا القانون فقط لمساجدنا وفرضه علينا من دون الآخرين ، ولأجل هذه الساعة زمان في شهر رمضان المعظم !!
وثاني هذه الأسباب الوجيهة – وهو الأهم - هو أنه في العام الماضي ، وبالضبط في شهر أكتوبر 2010م عندما انتبهت الجهات القائمة على دور العبادة أن هذا القانون ، قانون تنظيم تركيب واستعمال مكبرات الصوت يجب أن يُطبق أيضاً على الجميع ولا يجب قصره على ناس دون ناس ، وطلبت من المآتم والمساجد الشيعية الالتزام بهذا القانون أسوة بمثيلاتها من المساجد ؛ تحفظ حينذاك علماؤهم ومشايخهم عليه ورأوا أن في تطبيق هذا المنع مساساً بشعائرهم وتقاليد معينة عندهم ، وتم رفع هذا التحفظ إلى جلالة الملك المفدى حفظه الله ، الذي أصدر أمره الكريم بوقف تطبيق هذا القرار ، وذلك بحسب ما نشرته الصحف آنذاك على لسان مستشار جلالة الملك للشؤون التشريعية. وبالتالي فإن وقف تطبيق هذا المنع يسري بحسب المنطق على مساجد أهل السنة والجماعة أيضاً وليس مساجد ومآتم الطائفة الشيعية فقط حيث أنه ليس من المتصور أنه في بلد واحد أو في منطقة ما ، أي منطقة ، يوجد مسجد سنّي ومسجد أومأتم شيعي ، الأول مطلوب منه عدم استخدام الميكرفون تطبيقاً للقانون بينما الثاني لا تثريب عليه ! رغم أن منطق الأشياء في دولة المؤسسات والقانون يقول : يجب أن يكون الاثنان سواسية في الإباحة كما في المنع .

سانحة :
من يتظاهرون ويحرقون ويسدّون الطرق ويصبوا الزيت في الشوارع ويرمون ( المولوتوف ) والحجر ويروّعون ويعرّضون الناس للخطر ؛ أليس لشهر رمضان المبارك حرمة لديهم ؟! ولماذا الإصرار على تعكير صفاء هذا الشهر المعظم ؟! إذا كان لايهمّكم مكانته وفضله وحرمته فإنه يهمنا ..

صحيفة أخبار الخليج 14/8/2011
http://www.akhbar-alkhaleej.com/#!456892

هناك تعليق واحد:

  1. نطالب بوقف مكبرات الصوت في مآتمهم ولايجب معاملتنا بالمثل فنحن نختلف عنهم في عبادتنا اما هم فمن غير اللائق السماح لهم بمكبرات الصوت لما فيه من تأثير على ابنائنا وشبابنا ونظرآ لاختلاف مايقولونه عن مذهبناوسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فليحترمونا كما احترمناهم وتحملناهم سنوات طوال ومن غير الحضاري رؤية وسماع اناشيدهم وطبولهم وازعاجهم وضربهم لأنفسهم والدماء تسيل من اجسادهم انه نوع من التحريض وتعليم العنف للشباب ثم ان مايفعلونه حرام شرعآ

    ردحذف